عدد المساهمات : 97 تاريخ التسجيل : 18/05/2011 العمر : 40
موضوع: أنـواع المقــال الصحفــي الإثنين مايو 23, 2011 1:20 am
أنـواع المقــال الصحفــي :
1. المقـال التحليلـي : " يتجه المقال الصحفي التحليلي إلى الاهتمام بالمنهج و الحرص على الدقة و توخي النصاعة الذهنية " . و تأسسيا لهذا الفهم فإننا نرى أن المنطق هو صميم المقال التحليلي تأسسيا على أن التحرير بفنونه المختلفة يتلخص في معادلة فحواها أن التحرير ( تفكير + تعبير ) ... و التحليل فيه عملية ذهنية نطلع بها حين نحاول توضيح التصورات و العبارات. سواء في مضمار العلم أو في مضمار الفلسفة أو في مضمار الحس المشترك من أجل العمل على إزالة ما فيها من مظاهر الغموض و الالتباس و هذا من خلال التحليل العميق و المدروس للأحداث بالرجوع إلى أصولها و إلى أشكال تطورها .
2. المقـال النقـدي : " النقد تقويم ذاك أن النقد تعبير عن الرأي من جانب الناقد و لكن ليس النقد حربا شرسة و لكن مهمته الأساسية هو أن يوحى و أن يشجع و ينير السبيل و يقدم الإقتراحات و الحلول إن أمكن في بعض الحالات . لأن غرس مجموعة من القناعات و الأفكار في ذهن ( الجمهور ) يمر عبر نقد وضعية معينة و الدعوة إلى الإلتزام بغيرها . ذاك أن كاتب المقال النقدي يجب أن يكون متخصصا في مجاله و كما قال " ماثيوا رنولد " له القدرة على رؤية الأمر كما هو الحقيقة .
في العموم تسمى المقالات التقيمية إلى رصيد تطور الأحداث و الظواهر و الوقائع لتبين الوضع الذي آلت إليه ، و تحاول أن تستجلي آفاق تطور القضايا أو ما أصبح يعرف بالمستقبليات أي قراءة المستقبل على ضوء مجموعة من الإحتمالات الممكنة . و لا يمكن هذا النوع من المقالات القارئ ( الجمهور ) من الحصول على العديد من المعلومات و المعطيات المتعلقة بالوضع المذكور و من المشاركة في التفكير في مستقبله خاصة و أن هذا النوع من المقالات يكون مكسو بالمعطيات و المعلومات و معزز بالتوقعات الأمر الذي يعطيها المصداقية و التمايز .
كيـف نحـرر المقـال الصحفــي ؟
تحرير المقال الصحفي بأنواعه قائم على خطة منهجية . تشكل الأسئلة مادته الخامة في وضع أرضياته و صلب مناقشة موضوعه و ذلك بالإجابة على الأسئلة التالية :
مـاذا سأكتـب ؟ بمعنى عن أي موضوع سأكتب . و هنا الصحفي يقدر مع هيئة التحرير أي المواضع أنسب فالأحداث و القضايا كثيرة و لا تكاد تتوقف . و هنا أريد التوقف عند نقطة ذات أهمية فعلى الصحفي أن يختار ماذا سيكتب . و ذلك من خلال أن يكون قوة اقتراح للمواضيع التي يعتقد أنها تناسبه و تتقاطع فكريا معه على الأقل في جوهرها .
بماذا سأغـذي موضوعـي ؟ حيث يشكل تطعيم المقال نقطة جوهرية فلا يمكن تصور مناقشة موضوع فكري دون العودة و البحث عن الشواهد و الأدلة و الحجج و البيانات و الإقتباسات و المواقف و الآراء . التي من شأنه أن تجعل المقال يمتاز بالحيوية و الحركية . و هنا على الصحفي أن يدون هذه النقاط في مخطط اولي مبرزا تعدد الآراء في الموقف الواحد و حجج كل رأي أو قضية . مستعينا بالإستمالات العاطفية و العقلية و توظيف المشاعر . و إن يختار متى يتم توظيفها ؟
و في العادة يحرر المقال بطريقة الهرم المعتدل حيث تأتي المقدمة كمدخل أولى للقضية أو الفكرة المعالجة ، حيث مهمتها فتح الشهية للقارئ للمتابعة . و في الجسم يتم عرض الآراء و تحليلها و تفسيرها و الإشارة إلى نقيضها من خلال المجادلة و طرح الأسئلة و الطعن في الأطروحات . أما الخاتمة فهي هدف الكاتب بمعنى ماذا أريد أن أقول ... ؟ و إلى ماذا أدعوا ؟ و تستهدف التوجيه لغرس قناعة ما .
المقال الافتتاحي لغة اصطلاحا
أ. في الثقافــة الإعلاميـة الغربيـة ب. في الثقافــة الإعلاميـة العربيـة - خصــائص المقــال الإفتتاحـي - مواصـفات المقــال الإفتتاحـي - مواصـفات كاتــب المقــال الإفتتاحي - الإفتتاحية في الإذاعة و التلفزيون و الأنترنت - كتابــة المقــال الإفتتاحـي
المقـال الإفتتــاحـي أو الافتتاحية L’éditorial (lading article)
لغـــة: نقول افتتح : يفتتح، افتتاحا ، الباب : فتحه الشيء ، بكذا: بدأ به . و يمكن القول فاتحة الشيء أوله و جاء في المنجد في اللغة و الإعلام أن الافتتاحية هي المقال الأول الذي تفتح به الجريدة . اصطلاحـــا:
أ- في الثقافة الإعلامية العربية : 1.« يعتبر المقال الافتتاحي من أهم فنون المقال الصحفي، لاعتماده الشرح و التفسير و الإيضاح على الحجج و البراهين و الإحصاءات و البيانات، للوصول في نهاية الأمر إلى إقناع القارئ و كسب تأييده ، ذلك أن هذا المقال في مدلوله الاصطلاحي (( leading article أنما يقود غيره من المقالات و يتقدمها من حيث تعبيره عن رأي الصحيفة كمؤسسة ، و من حيث تناوله لأهم الموضوعات بالقياس إلى سياستها التحريرية و من حيث المساحة الثابتة الممنوحة له، و لذلك فإن المقال الافتتاحي كثيرا ما يكون غفلا من التوقيع » .
2. « يطلق الانجليز و الأمريكيون على المقال الافتتاحي (leading article ) أو اسم ( Editorial article) و هو المقال الرئيسي للصفحة و له فن خاص به من حيث الصياغة ، و أساس هذا الفن هو الشرح و التفسير و الاعتماد على الحجج المنطقية حينا و العاطفية حينا أخر ، للوصول إلى غاية واحدة هي إقناع القارئ... أسلوب كاتب المقال الافتتاحي يجب أن يتميز بالسلاسة و البساطة و الوضوح و الإيناس بين الكاتب و القارئ ». 3. « مقال تكتبه شخصية مهمة في الجريدة و يلزم المسؤولية المعنوية و الأدبية للمجموعة المشرفة على تحرير الجريدة كلها» . 4. « مقال قصيرووثيق الارتباط بالزمن الذي يصدر فيه ( ... ) فهو عرض الرأي الذي تراه الصحيفة نفسها » . 5. « هو أول الأشكال الصحفية التي تعبر الجريدة فيه عن رأيها لذا ينشر في الصفحات الأولى و يطلق عليه أحيانا اسم الافتتاحية. و للمقال قيمة كبرى بالنسبة للصحفية و القارئ ، فبواسطته تعرب الصحفية عن سياستها و أرائها في جميع شؤون دون الاضطرار إلى التلاعب بالأخبار ، و تتنوع الافتتاحية بتنوع الصحف ، و يقصد بها المقال المنشور في مكان رئيسي من الصحيفة و الذي يعالج مشكلة أو حادثة ، و يكون موضوع الافتتاحية مادة خبرية... و على الافتتاحية تقاس شخصية الصحفية و مقدرتها العلمية . إذ عليها يبني القراء النابهون و الرأي العام فكرتهم عن الصحيفة » .
6. « إن المقال الافتتاحي ليس تعبيرا عن رأي الكاتب وحده أو جهة نظرة الخاصة كما هو العادة بالنسبة لأنواع المقال الأخرى و فنونه المتعددة بل إنه على العكس من ذلك ينبغي أن يكون تعبيرا دقيقا عن رأي الصحفية و سياستها كمؤسسة اجتماعية عامة» .
تعريف المقال الافتتاحي في الثقافة الإعلامية الغربية :
1. نوع صحفي ينطلق من الواقعة يقدم رأي الوسيلة الإعلامية إزائها، يتمتع بقدر كبير من العمق و الحيوية. و هو نوع فكري موجه إلى ذهن القارئ و يقوم أساسا بوظيفة الدعاية، و يوجه للشريحة الأكثر وعيا و جدية في جمهور القراء . 2. هو تعليق عن حدث ينشر في الصفحة الأولى . 3. المقال الافتتاحي الحقيقي ليس تحليلا لكنه إتخاذ موقف من قضية ما أو حدث . 4.و ينسب إلى « ديفو » أولية كتابة ما يسمى بالخطاب الافتتاحي Letter introductory ، و هو أول مقال حول موضوع سياسي أو اجتماعي تعليقا على الحوادث الجارية يكتب في الصحافة الانجليزية بأسلوب شيق جذاب و يظهر عادة في صدر الصحيفة و كأنه خطاب رقيق لطيف من الكاتب إلى القارئ ، و لذلك سمي بالخطاب الافتتاحي ، و كان نواة للمقال الافتتاحي الذي نعرفه في الصحافة الحديثة . 5. يقول " جافري بارسونز" عندما كان المستشار الرئيسي لجهاز تحرير الافتتاحيات في صحيفة " نيويورك هيرالد تريبيون " هو كما يلي : " كلما ازداد أساس المعرفة عند الكاتب متانة ، ازدادت مقدرته على استنهاض الفكر في أي موضوع فإن كاتب المقال الافتتاحي المجيد يخاطب من الناس عدد أضخم بكثير من مما توصل إليه أي مدرس أو فيلسوف أو نافد إطلاقا... و ليس كثيرا عليه أي قدر من المعرفة ، إذا كان عليه أن يستوقف انتباه جمهوره ... و ينعكس أثر هذه المعرفة التي يحصلها كاتب المقال الافتتاحي على ما يكتبه تحليلا للأخبار ، و ما وراء الأخبار ، و عما يحمل كل خبر منها من مغزى . خصائص المقالة الافتتاحية : 1- إنها تعبر عن الخط السياسي للمؤسسة الإعلامية ، و هي في العادة تكتب دون إمضاء بمعنى أنها تعبر عن الموقف الجماعي لهيئة التحرير . و قلما يتوقف أو يحتج الصحفيين عن الخط الافتتاحي للجريدة ... و لكن على المؤسسة الإعلامية المحترفة أن يكون موقفها ثابت من القضايا. و لا يتغير بسرعة ... و في هذا الصدد استقال صحفي من يومية " لكسير ببسون " الجزائرية بعدما غير مديرها العام محمد فتاني الخط السياسي للجريدة سنة 2001. 2- تقوم الافتتاحية على الشرح و التفسير و الإيضاح و تطعم بالأدلة و الشواهد و الإقتباسات . 3- تقوية المقالة الصحفية مباشرة إلى الهدف المراد منها لذلك يشير الأكاديميين إلى توخي الحذر في كتابة المقال الافتتاحي بمعنى يجب أن يوضع في الحسبان اهتمامات القراء و سياسة الجريدة . و الجانب الفني في الكتابة . و تعتبر الافتتاحية ذات حساسية لأنها تهدف إلى غرس مجموعة من القناعات و الأفكار في دهن القارئ . لذلك تتوقف عدة جرائد في العالم بسبب خطها الافتتاحي الذي لا يتلاءم مع توجهات السلطة . 4- مع أن الافتتاحية هو نوع فكري و تذهب إلى الهدف مباشرة و يتابعها القراء النابهون إلا أن أسلوبه يمتاز بالوضوح و السهولة و البساطة . 5- تنشر في العادة في الصفحات الأولى ( الأولى ، الثانية، الثالثة ) و في السمعي البصري في مقدمات الأخبار و الأحداث. 6- لها مكان ثابت و عنوان ثابت يكون في العادة " اسم الافتتاحية " و يربـط " إدجا رديل " الافتتاحـيات بالمواصفـات التاليـة : 1.يجب أن يكون المقال الافتتاحي مثير للرغبة في القراءة . و كثيرا ما يكون المقال غير مثير . و السبب في ذلك أن محررها لا يضرب الأمثلة ، و لا يقدم الشواهد ، و لا يضفي عليها خيالا ، بل يحاول تلخيص مجموعة من الأفكار المختلفة في افتتاحية واحدة. 2.يحرر المقال الافتتاحي خبير في موضوع المقال ، ومن حق القارئ ألا يحصل على أفكار الكاتب فحسب ، بل يحصل على تعليقات و معلومات مستقاة من أوثق المصادر، و يستطيع الكاتب الاستعانة بالوثائق و الكتب المحفوظة في قسم المعلومات بالصحيفة . 3.يجب أن يساعد المقال الافتتاحي قراء الصحيفة على حل المشكلات الوطنية و العقلية. و من واجب محرر الافتتاحية أن يعالج مشكلات المجتمع الكبرى مثلا رعاية الطفولة و التأمين الاجتماعي و الإسكان الخ ... 4.الافتتاحية القوية تساعد القراء على فهم حقيقة الأخبار و دلالتها ... و ليس كل افتتاحية تعزز رأيا أو تخالفه فالبعض منها يتضمن اقتراحات و وجهات تساعدنا على تفسير الأحداث . منقول